قرفت من الشيوخ

تقول العبارة (والتي تظن نفسها ذكية وحكيمة) إن: المشيخة.. سيف ومنسف.
والسيف - كما تعرفون - انكسر في زمن التوماهوك والبي 52 والقنابل الأمريكية الذكية.
أما "المنسف" فقد قامت بنسفه الأوضاع الاقتصادية، وحولته الثقافة الغذائية الجديدة من صحن مفطح إلى ساندويتش برغر بالشطة الحارة!.
ورغم انتهاء زمن "الشيوخ" إلا أن بلادنا ما تزال تنتج أشكالاً عجيبة من "الشيوخ" تستطيع أن تسميهم "شيوخ ما بعد العولمة" أو "شيوخ الألفية الثالثة" أو "شيوخ الأونطة"!.
شيوخ من كافة الأشكال والألوان والأحجام.. حتى إنه يخيّل إليك أن "الشيوخ" في هذا البلد أكثر من "اللا شيوخ"!.
سأحدثكم عن بعض النماذج من بعض "شيوخ" ما بعد الطفرة، وهم رغم "حالتهم المستعصية" إلا أنهم كائنات طريفة:
(1)
أول النماذج، قرية صغيرة ومنسية، مساحتها ثلاثة بيوت وخرابة!.
عدد السكان: 27، عدد الشيوخ: 24!.
لكثرة ما تسمع فيها كلمة "شيخ" تظن أنك تشاهد مسلسلا بدويا أردنيا نصف الممثلين فيه شيوخ!.
وطبعا لا تزال المعركة مستمرة وعلى أشدها بين الشيوخ، وذلك على أي البيوت الثلاثة الذي يستحق أن يحظى بعقد إيجار حكومي ويتم على إثرها تحويله إلى مدرسة!.
هذا النموذج يستحق أن يطلق عليه "شيوخ للإيجار".
(2)
النموذج الثاني "شيخ بنكي"..!
نعم، فالبنوك تمنح "المشيخة" لمن يتجاوز رصيده مبلغاً معيناً من المال. وأحد الشيوخ البنكيين أرعد وأزبد على موظفي أحد البنوك عندما استلم دفتر الشيكات الجديد ولم يجد كلمة "الشيخ".
أخبره موظف البنك أن رصيده أقل بخمسة ريالات من الرقم الذي يجعله يستحق كلمة "الشيخ".
فابتسم الشيخ البنكي - لسهولة حلها - ومنحه الخمسة ريالات، ورد الدفتر إلى الموظف لكي يلغي كلمة "الأستاذ" ويضع بدلا منها كلمة "الشيخ".
ومن يومها والناس يسمون هذا النموذج بـ "شيخ أبو خمسة"!.
(3)
النموذج الثالث من الشيوخ: مواطن "مسكت برأسه" أن يضع لوحة باسمه على جدار منزله الجديد.
ولم يستلطف أن يضع اسمه "حاف" عليها.. فكر.. وفكر.. وأخيرا اهتدى إلى هذه اللوحة:
منزل "الشيخ" فلان الفلاني.. وهذا النموذج من الشيوخ يسمى "شيخ أبو لوحة"!.
(4)
وحتى المهن - الصغيرة قبل الكبيرة - لها شيوخها: فهناك (شيخ العطارين) و(شيخ الشريطية) و( شيخ الشاورما) أيضاً... ولكن.. ولسوء حظ (الشيخ) الأخير، فقد قام أحدهم بافتتاح محل شاورما وأسماه (إمبراطور الشاورما) ملغياً - بلفة شاورما - كل ألقاب المشيخة التي سبقته!.
(5)
ألم تملوا من الشيوخ؟.. أنا - بالنسبة لي - "قرفت"!.



محمد الرطيان ...جريدة الوطن السعوديه