نقاط مختصرة للمآخذ على البرمجة اللغوية العصبية
كتبه د. عوض بن عودة
1.اعتماد البرمجة في أصولها وجذورها ومنطلقاتها ومسلّماتها على عقائد وفلسفات فاسدة كوحدة الوجود وقوانين العقل الباطن (الجذب والحسم والتنبؤ والسطرة وغيرها) والتأثير التخيلي والإيحائي وغيرها المتمثلة في فلسفة العصر الجديد المنبثقة من الفلسفة الباطنية الشرقية والقبلانية والثيوصوفية واليونانية والبوذية والهندوكية.
2. جذورها وأسسها وقواعدها ومبادئها مستقاة من علوم التأثير التخيلي وفنونه بصياغة عملية مطقسة.
3. التعلّق اللامحدود بقوة ما يُسمى بالعقل الباطن أو اللاواعي غير المبرهن علمياً وإعطاءه قدرات خارقة غير محدودة، وأنه الحل المُطلق للنجاح والسعادة وتحقيق عناصر الامتياز والجودة في النفس البشرية.
4. الدعوة التطبيقية اللاشعورية وغير الصريحة إلى التعلق بالبرمجة (التي تخلو من التأصيل الشرعي) وصدّها عن تعاليم كتاب الله تعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
5.استخدامها أدوات وتقنيات وأساليب وطرق مؤثرة على الجهاز العصبي تُقدّم لعامة وخاصة الناس من غير تفريق، والتي من خلالها إمكانية إحداث التغيير التأثيري المطلوب في عقل وتفكير الإنسان وسلوكه وشعوره وفسيولوجيته من غير علمه وشعوره.
6. تعلّم طرق عملية ورموز وطقوس غالباً تكون خفيّة وغامضة على كيفية السيطرة والتأثير والتلاعب بوعي الإنسان ومعتقداته وقناعاته بحيث يتمكن المُمارِس من التصرف في خيال الفرد ومشاعره وتفكيره وسلوكه واللعب في جهازه العصبي بحيث يرى ويحس ما يُراد له أن يرى ويحس به.
7.زخرفة اللغة والقول واللحن بهما بالخيال والإيحاء وعلى غير الحقيقة للتأثير على الآخر واستمالة قلبه وخداعه. وأيضاً منها المعارض ونقض تعاليم الدين الإسلامي من خلال أوهام اللغة وزخرفتها. فمثلاً، يتم تعليم المتدربين على أن العقل الباطن لا يقبل العبارات السلبية ويعتمد ما وراءها (ما بعد "لا" مثلا). فلو قلت مثلاً: ( لا للمخدرات)، فسوف يخزّن في العقل الباطن فقط (المخدرات)، وهذا يعني أنك بدلاً من أن تجنبه أو تحذره من المخدرات فهو سوف يميل إليها لأنك قمت بتحريك العقل الباطن واستمالته إليها. وأقول: إن هذا الجزم و التقرير يطعن في أعظم بيان ولغة المتمثل في كتاب الله عز وجل و سنة نبيه صلى الله عليه وسلم. فالله ورسوله يقولان في كثير من النفي والنهي كما اشتمل عليه الوحيان. فمثلاً: قول الله: { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلأ اللَّهُ } أو قوله: { وَإِلَـهُكُمْ إِلَـهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَـنُ الرَّحِيمُ } معناهما بحسب إيحاءات البرمجة للعقل الباطن أنه ما عدا الله فهو إله، أو قوله: { وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدا } أو قوله: { فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَآءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَا } إيحاءاً في لغة البرمجة كل يشرك في حكم الله و عبادته، أو قول الرسول صلى الله عليه وسلم: « لا تغضب » معناه اغضب في البرمجة كما يستقر في العقل الباطن بفعل ذلك الإيحاء. وقس على ذلك قول الله تعالى في الآيات التالية و غيرها أو قول الرسول صلى الله عليه وسلم : { وَلاَ الضَّآلِّين }. فهل كما يقول المبرمجون أنه فقط يسجّل العقل الباطن المزعوم "الضالين" فقط؟!
{ لاَّ رَيْبَ فِيهِ } فهل العقل الباطن يسجّل فقط أن القرآن فيه ريب؟!
{ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى }. فهل العقل الباطن يسجّل القرب إلى الصلاة في حالة السكر؟
فهل الله تعالى و رسوله صلى الله عليه وسلم يعلمانا شيئاً يستقر في عقلنا الباطن سلبياً. تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا، وحاشا نبينا وتنزه عن ذلك .
. 8 اعتمادها على أمور ظنية ذهنية في معرفة الآخر وكشف أسرار نفسه وهي قابلة للصواب والخطأ و ربما أدت إلى مزيد من الأوهام و التخرصات.
9.كون نتائجها و تقنياتها غير مضمونة التحكم و التي بإمكانها إحداث تغييرات فسيولوجية وعقلية لا يمكن التحكم بها.
10 .فقرها إلى التأصيل العلمي المبرهن المعتمدة وجودة التحكم والرقابة.
وأقول أخيراً إن أمر العقل الباطن والبرمجة غير المثبت علمياً أُعطي أكثر مما يستحق وهو يضاد الوازع الإيماني. فالإنسان يتأثر بقوى ثلاث: إيمانية موصولة بالله عز وجل عن طريق الروح، وقوى النفس الأمارة بالسوء، وقوى الشيطان المساندة للنفس الأمارة بالسوء في حثه على شهواتها الخفية الظاهرة. والغرب المادي الملحد لم يعرف الجانب الروحي البتة، و لذلك هو متخبط في هذا الجانب ويحاول جاهداً للوصول إلى حقائقه ولن يستطيع البتة إلى إذا عرف الإسلام وكيف تعامل هذا الدين مع الجانب الروحي والإيمانيات. فالغرب من تخبطه أخذ بعمل الأبحاث على أرواح الموتى في ساعة الاحتضار لمعرفة هذه الأسرار وأنشأ لذلك ما يُسمى بعلم الأعصاب الروحي. فلننتبه إلى هذا البعد حتى أن بعض كبار مدربي البرمجة يقول: (علمتنا البرمجة كذا وكذا)، (قالت لنا البرمجة كذا و كذا)، وتغافلوا عن الأصل: قال الله وقال رسوله.