بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذى قال فى كتابه المبين
وقوموا لله قانتين) وقال عن الصلاه
وانها لكبيرة الا على الخاشعين) والصلاة والسلام على امام المتقين وسيد الخاشعين وعلى آله وصحبه اجمعين.. وبعد
فان الصلاه اعظم اركان الدين العمليه؛ والخشوع فيها من المطالب الشرعيه؛ولما كان عدو الله ابليس قد
اخذ العهد على نفسه باضلال بنى آدم وفتنتهم؛وقال
ثم لآتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم) صار من اعظم كيده صرف الناس عن الصلاه بشتى الوسائل والوسوسه لهم فيها لحرمانهم اجرها ؛ ولما كان الخشوع هو أول مايرفع من الارض ونحن فى آخر الزمان ؛انطبق علينا قول حذيفه رضى الله عنه (أول ما تفقدون من دينكم الخشوع؛ وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاه؛ ورب مصل لاخير فيه؛ ويوشك ان تدخل المسجد فلا ترى فيها خاشعا)
ومما يلمسه المرء من نفسهويسمعه من كثرة المشتكين من حوله بشأن قضية الوساوس فى الصلاه وفقدان الخشوع ؛ تتبين الحاجه الى الحديث عن هذا الموضوع؛ وفيما يلى تذكرة لنفسى ولاخواتى المسلمات اسأل الله ان ينفع بها.
الخشوع :هو السكون والطمأنينه والتؤده والوقار والتواضع؛ والحامل عليها هو الخوف من الله ومراقبته.
وهو ايضا قيام القلب بين يدى الرب بالخضوع والذل.قال تعالى
قد افلح المؤمنون الذين هم فى صلاتهم خاشعون)
القنوت :هو الركود والخشوع وغض البصر وخفض الجناح من رهبة الله عز وجل. قال تعالى
وقوموا لله قانتين)؛ ومحل الخشوع القلب وثمرته على الجوارح.
والتظاهر بالخشوع ممقوت لان من علامات الاخلاص"
اخفاء الخشوع":
كان حذيفه-رضى الله عنه- يقول :اياكم وخشوع النفاق؛فقيلله : وما خشوع النفاق؟ قال: ان ترى الجسد خاشعا والقلب ليس بخاشع.
وقد ذكر الله عز وجل الخاشعين والخاشعات فى صفات عباده الاخيار واخبر ان ه اعد لهم مغفرة واجرا عظيما.
ومن
فوائد الخشوع:انه يخفف أمر الصلاة على العبد قال تعالى
واستعينوا بالصبر والصلاه وانها لكبيرة الا على الخاشعين)
وقد قال بعض السلف:الصلاة كجارية تهدى الى ملك الملوك فما الظن بمن يهدى اليه جارية شلاء او عوراء اوعمياء او مقطوعة اليد والرجل أو مريضه او دميمه او قبيحه؛ حتى يهدى اليه جارية ميتة بلا روح ..فكيف بالصلاة يهديها العبد ويتقرب بها الى ربه تعالى والله طيب لايقبل الا طيبا.
حكم الخشوع :
الراجح فى حكم الخشوع انه واجب؛ قال شيخ الاسلام رحمه اللهتعالى قال تعالى
واستعينوا بالصبر والصلاه وانها لكبيرة الا على الخاشعين) وهذا يقتضى ذم غير الخاشعين.. والذم لايكون الا لترك واجب او فعل محرم واذا كان غير الخاشعين مذمومين دل ذلك على وجوب الخشوع.
وعند البحث فى اسباب الخشوع فى الصلاه يتبين انها تنقسم الى قسمين:
الاول: جلب مايوجد الخشوع ويقويه.
الثانى: دفع مايزيل الخشوع ويضعفه.
........ وللحديث بقيه ان شاء الله